Breaking News

تركيا تحارب مشروع تدريب المعارضة السورية

عزيز كويلو أوغلو
عفرين- تؤكد المعطيات إن الدولة التركية تعيق مشروع تدريب وتسليح المعارضة والذي تقوده أمريكا بهدف تدريب مجموعات المعارضة المعتدلة في سوريا. حيث جاء اعتقال عناصر المجموعة الأولى التي تلقت التدريب وفق البرنامج الأمريكي، من قبل جبهة النصرة منسجماً مع المساعي التركية.
وكانت مجموعة مسلحة تابعة للمعارضة تضم 45 مقاتلاً تسمى بالفرفة 30 قد تلقت تدريباً عسكرياً في تركيا والأردن في إطار البرنامج الأمريكي لتدريب المعارضة المسلحة، إلا أن عدداً من عناصر المجموعة حين دخلوا منطقة إعزاز السورية من الحدود التركية أوائل الشهر الجاري تعرضوا للاختطاف من قبل جبهة النصرة.
وبعد هذه الحادثة تداولت الأوساط السياسية والمحللين المشروع الأمريكي وظهرت العديد من التساؤلات حول “كيف ولماذا تم تصفية هذه المجموعة” بعد أن صرفت الولايات المتحدة الأمريكية الملايين من الدولارات في سبيل تدريبها.
’تركيا ترغب بالسيطرة على المنطقة‘
إلا أن خلفيات عملية التصفية التي تعرضت لها تلك المجموعات باتت تتضح. فبحسب المعلومات التي أفاد بها أعضاء الفرقة 30 فإن للدولة التركية اليد الطولى في عملية تصفية أعضاء الفرقة والتي تمت على يد جبهة النصرة. ويقال إن تركيا لا تريد لأية قوة سواها البقاء والانتشار في المنطقة لذلك عملت من أجل تصفية هذه المجموعة.
’خطة مدروسة ومحكمة‘
وأيضاً وبحسب المعلومات التي أفاد بها بعض أعضاء المجموعة الذي نجوا من عملية الاختطاف، فإن الفرقة كانت تضم 54 مقاتلاً وحين دخلت إلى إعزاز من الحدود التركية تم اختطافهم من قبل جبهة النصرة بناء على المعلومات التي منحتها تركيا للنصرة. وقال أحد القياديين في الفرقة 30 رفض الكشف عن اسمه إن عملية الاختطاف جرت وفق خطة مدروسة ومحكمة مما يشير إلى تورط تركيا في العملية.
تركيا هي المسؤولية عن أمن عبور المجموعة
في إطار التحالف الدولي ضد داعش أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية مشروعاً لتوحيد المعارضة المسلحة باسم مشروع “تدريب وتسليح المعارضة المعتدلة” حيث ساهمت تركيا والأردن في المشروع أيضاً وتم إعداد معسكرات للتدريب في كل من تركيا والأردن، إلى أن الدولة التركية التي لها مساع وأهداف مختلفة في سوريا لم تتحمس للمشروع. لكنها شاركت في المشروع مرغمة نتيجة للضغط الأمريكي. وبعد انتهاء تدريب أول مجموعة مسلحة وهي الفرقة 30، عبرت هذه المجموعة من تركيا إلى منطقة إعزاز عبر معبر باب السلامة حيث كانت الدولة التركية هي المسؤولة عن تأمين عبور المجموعة. وأكد أعضاء الفرقة، إن مجموعة تلقت التدريب في الأردن انضمت أيضاً إلى مجموعتهم وإنهم عبروا إلى سوريا تحت حماية الميت والبوليس التركي من معبر بواب السلامة إلى منطقة إعزاز مؤكدين إن الأمور جرت بشكل طبيعي حتى منطقة المعبر.
عضو الميت التركي انضم إلى جبهة النصرة
وبحسب المعلومات فإن برنامج التدريب الأمريكي وافق على تدريب 60 عنصراً من أصل 120 اسماً تم اقتراحهم للانضمام إلى التدريب. وفيما بعد انضم المدعو نديم حسن إلى التدريب من قبل الميت التركي حيث تم تعيين حسن قيادياً في الفرقة 30. وبعد انضمام حسن إلى المجموعة ضم الميت التركي 10 أشخاص آخرين إلى برنامج التدريب. وحين عبرت المجموعة الحدود فإن هؤلاء العناصر سلموا قائمة بأسماء أعضاء الفرقة 30 إلى جبهة النصرة كما أن المدعو نديم حسن نفسه انضم إلى جبهة النصرة.
النصرة، أحرار الشام والجبهة الشامية شنت هجوماً مشتركاً

وبعد ان حصلت جبهة النصرة على قائمة الأسماء قامت باختطاف أعضاء المجموعة. بقية الأعضاء الذين نجوا من عملية الاختطاف تمركزوا في منطقة ميرمية في ريف حلب والخاضعة لسيطرة جيش الثوار. إلا أنهم تعرضوا لهجوم مشترك من قبل جبهة النصرة، الجبهة الشامية وأحرار الشام. وبحسب أعضاء الفرقة 30 فإن الهدف من هذا الهجوم هو تصفية باقي عناصر الفرقة والاستيلاء على الأسلحة التي جلبوها معهم.
الهجوم الذي تعرضت له الفرقة 30 وكذلك انضمام العنصر الذي جنده الميت التركي إلى جبهة النصرة تشير إلى أن تركيا تسعى بشكل واضح إلى عرقلة المشروع الأمريكي لتدريب المعارضة السورية. كما أن المصادر المحلية تؤكد إن الدولة التركية تحارب المجموعات المعتدلة كما أنها سلحت العديد من المجموعات المسلحة مثل السلطان مراد، أحرار الشام والجبهة الشامية، ومن خلال هذه المجموعات تعمل على دعم مرتزقة جبهة النصرة. الأمر الذي اعتبر حملة ضد المساعي الأمريكية.
التعاون بين جيش الثوار والفرقة 30
بعد هجمات جبهة النصرة واختطاف عناصر الفرقة 30، تمركز عناصر الفرقة في المناطق الخاضعة لسيطرة جيش الثوار. ويضم جيش الثوار 8 مجموعات مختلقة كما قررت الفرقة 30 أيضاً الانضمام إلى جيش الثوار، الأمر الذي أكدته قيادة جيش الثوار.
ما هو مصير المجموعة الجديدة
تفيد المعلومات إن المجموعة الثانية التي تتلقى التدريب ضمن البرنامج الأمريكي سوف تدخل إلى سوريا في وقت قريب، وبسبب فقدان الثقة بين أمريكا وتركيا بعد ما تعرضت له المجموعة الأولى، فإن توقيت ومكان عبور المجموعة الثاني سيبقى سرياً كما ستتلقى المجموعة دعماً جوياً أيضاً.
(ك)
ANHA



No comments