مناضلو الثورة
بيريفان بيار- روج حسكة
كان رمزاً للسلام والحرية
حسكة - المناضل فلات نومان الذي ضحى بروحه في سبيل حرية ووحدة الشعب الكردي في جميع أجزاء كردستان، ناضل بشجاعة ضد أعداء الشعب الكردي وفقد حياته في 31 كانون الأول/ديسمبر عام 2013. الحمامة البيضاء التي أحضرها إلى المنزل طارت في نفس اليوم الذي فقد فيه حياته، لقد كان رمزاً للسلام والحرية.
وكانت عائلة المناضل فلات قبل 30 عاماً تعيش في مدينة كوباني وهناك تعرفت على حركة حرية كردستان عن قرب، وساهمت في مختلف نشاطات الحركة في تلك المنطقة.
وبسبب الأوضاع المعيشية الصعبة انتقلت عائلة المناضل فلات للعيش والعمل في مدينة حسكة قبل 30 عاماً. وفي مدينة حسكة أيضاً تواصل العائلة نضالها مع حركة حرية كردستان.
ولد المناضل فلات نومان الاسم الحقيقي صالح عبد القادر بكر في حي المفتي في مدينة حسكة عام 1991. وعاش في كنف عائلة تضم الوالدين، 3 اشقاء و3 شقيقات. درس المرحلة الابتدائية في مدارس مدينة حسكة حيث كان الأول بين أقرانه.
تأثر المناضل فلات ومنذ نعومة أظفاره بنضال حركة التحرر الكردستاني، وكان يتصدى لكل من يحاول إنكار قضية الشعب الكردي. كان حلمه أن يلتحق بدورة تدريبية في جبال كردستان إلا أن عمره الصغير حال دون تحقيق حلمه.
الأم فاطمة والدة المناضل فلات قالت إن ولدها فلات كان متحمساً جداً للنضال في صفوف الحركة الآبوجية وكان يحلم بتحقيق حرية الشعب الكردي ورؤية هذا الحلم يتحقق. كان شاباً هادئاً ويحترم الجميع مما أكسبه ثقة واحترام كل المحيطين به أيضاً. وأشارت الأم فاطمة أيضاً إن المناضل فلات كان يكن حباً وتعلقاً كبيراً للشعب، الوطن وقائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان.
ورغم حبه الشديد للدراسة إلا أن المناضل فلات اضطر للتخلي عنها والتفرغ للعمل لمساعدة والده في إعالة الأسرة وهو في سن الـ 14. ولذلك فقد توجه إلى مدينة دمشق للعمل ومساعدة عائلته، عمل في دمشق لمدة عام إلى أن انطلقت الثورة في سوريا، حيث توجه هذه المرة إلى تركيا للعمل، وأمضى هناك أيضاً قرابة عام، ومع بداية ثورة روج آفا عاد المناضل فلات إلى وطنه ليترك العمل ويشارك في مختلف النشاطات والفعاليات مثل تنظيم المظاهرات والمسيرات، والمشاركة في مختلف المؤسسات والتنظيمات الاجتماعية والمدنية.
محمد بكر الشقيق الأكبر للمناضل وهو مقاتل في وحدات حماية الشعب يقول إن المناضل فلات كان يقول دائماً إن هذه الفرصة هي فرصة تاريخية لتحقيق النصر على أعداء الشعب الكردي.
في عام 2013 انضم المناضل فلات إلى وحدات حماية الشعب متابعاً مسيرة شقيقه الأكبر، وكان يلبي مختلف المهام والمسؤوليات الموكلة إليه، ويتعامل باحترام مع جميع رفاقه.
يقول شقيقه محمد إن المناضل فلات شارك بحماس كبير في المقاومة ضد المجموعات المرتزقة.

ويضيف شقيق المناضل فلات قائلاً “إن فلات كان يتمتع بروح وطنية وتضحية عالية مما جعله يشارك بحماس وعشق كبيرين في المعارك”.
كان المناضل فلات دائماً في الجبهات الأمامية من أجل حماية رفاقه، وشارك ببطولة في المعارك ضد المجموعات المرتزقة في سري كانيه، وتل معروف.
مع اشتداد المعارك في كوباني طلب المناضل فلات التوجه إلى هناك والمشاركة في المقاومة ضد مرتزقة داعش.
وبتاريخ 15 كانون الأول/ديسمبر عام 2013 أصيب المناضل فلات في رأسه أثناء تصديه لمرتزقة داعش في شنكال، حيث نقل إلى المشفى إلى أن جميع الجهود لم تفلح في إنقاذ حياته، وفقد حياته بعد 15 يوماً بتاريخ 31 كانون الأول/ديسمبر 2013 في مشفى مدينة قامشلو. وشيع جثمانه إلى مقبرة الشهيد دجوار في منطقة حسكة في موكب مهيب.
أحمد بكر شقيق المناضل فلات وعضو قوات اسايش مدينة حسكة قال إن شقيقه فلات وقبل أن يتوجه إلى شنكال أحضر حمامة بيضاء إلى البيت وطلب منهم الاعتناء بها، وأكد أن حمامته طارت في نفس الوقت الذي سمعنا فيها نبأ استشهاده، وقال أحمد إن الحمامة البيضاء كانت تعبيراً عن شخصيته المسالمة.
الأم فاطمة، والدة المناضل فلات تقول إنها فخورة بولدها، وإنه فقد حياته في سبيل الشرف والكرامة، وأكدت أنها أهدت اثنين آخرين من أولادها في سبيل حرية الشعب الكردي.
(ك/م)
ANHA
No comments