Breaking News

اسطورة مقاومة كوباني


كوباني باتت رمز توحيد الصف الكردي
مركز الأخبار - أحدثت مقاومة كوباني تغيراً كبيراً في مواقف القوى والأحزاب الكردية في أجزاء كردستان الأربعة، وأخرجت الملايين إلى الساحات في أكبر انتفاضة شهدها الشرق الأوسط بعد المؤامرة الدولية على قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان في الـ 9  من تشرين الأول/اكتوبر سنة 1998، واكتملت هذه الصورة الوحدوية بعد تحرير مدينة كوباني بشكل كامل من مرتزقة داعش يوم أمس 26 كانون الثاني/يناير الجاري، لتصبح بذلك ذكرى إعلان الإدارة الذاتية الديمقراطية في كوباني ذكرى تحريرها من مرتزقة داعش.
وتعرضت مقاطعة كوباني في الثاني من شهر تموز/يوليو 2014 لهجمات من قبل مرتزقة داعش التي أرادت احتلال كوباني قبل قدوم الذكرى الثانية لثورة 19 تموز/يوليو ولكن تصدت لهم وحدات حماية الشعب والمرأة في المقاطعة، وفي تلك الأثناء زار وفد من حزب الشعوب الديمقراطي جزيرة إمرالي والتقى بقائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان، وأكد الوفد بعد عودته أن أوجلان دعا للاستنفار من أجل مقاطعة كوباني.
وهذا الإعلان من قبل أوجلان أدخل المقاومة والنضال في كوباني إلى مرحلة جديدة، حيث زاد عدد المنضمين في روج آفا لوحدات حماية الشعب والمرأة والذين توجهوا إلى كوباني للدفاع عنها، وبدأ الشعب في مقاطعة كوباني بتنظيم نفسه أكثر فأكثر، والنقطة الأكثر لفتاً للانتباه هو عبور المئات من شبان وشابات باكور “شمال كردستان” إلى مقاطعة كوباني وانضمامهم إلى وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، الأمر الذي كان له تأثير إيجابي على المعنويات في مقاطعة كوباني وتهيئة الأرضية للمقاومة التي أبداها أبناء وبنات المقاطعة بقيادة وحدات الحماية لاحقاً.
وفي الـ 15 من شهر أيلول/سبتمبر الماضي تعرضت مقاطعة كوباني لأشرس هجوم من قبل مرتزقة داعش التي كانت تشن هجماتها على المقاطعة على مدى 15 شهراً متواصلاً، ولكن الأرضية التي هيأها أوجلان جعلت الملايين من الكرد يستنفرون من أجل كوباني التي جعلت مقاومتها الوجود الكردي حقيقة معاشة وتعترف بها جميع القوى العالمية.
الدعوة للوقوف إلى جانب شعب كوباني
مع بدء تعرض مقاطعة كوباني للهجمات في 15 أيلول/سبتمبر 2014 أصدرت حكومة المقاطعة في 17 أيلول/سبتمبر بياناً طالبت فيه أبناء الشعب الكردي وحركاته السياسية أينما كانوا وأياً كانت مواقفهم السياسية أن يقفوا إلى جانب الشعب في كوباني. وفي نفس اليوم دعت أحزاب اليسار الكردي في سوريا، الاتحاد الديمقراطي PYD، الديمقراطي الكردي السوري في كوباني كافة القوى الكردستانية والمنظمات الدولية والرأي العام لإبداء الدعم والمساندة للوقوف بوجه الإرهاب. كما ناشدت مبادرة الشعب الكردستاني الشعب الكردي في باكور للتحرك من أجل الحد من ارتكاب المجازر بحق أبناء كوباني من قبل مرتزقة داعش والوقوف في وجه مساعدة الدولة التركية لداعش.
مقاطعات روج آفا تستنفر من أجل كوباني
وفي يوم 18 أيلول/سبتمبر أعلن المجلسان التنفيذيان للإدارة الذاتية في مقاطعتي الجزيرة وعفرين عن استنفار جميع أجهزة المقاطعتين العسكرية والخدمية والاقتصادية، ووضع جميع طاقاتها المادية والمعنوية واللوجستية في خدمة كوباني من أجل التصدي لمرتزقة داعش، وأكدا الجاهزية للمشاركة في الدفاع عن أي بقعة من روج آفا ودعيا جميع أبناء روج آفا للمشاركة في الدفاع عن كوباني.
أبناء باكور يشكلون سلاسل بشرية على حدود كوباني
ولم يتأخر أبناء باكور “شمال كردستان” في تلبية نداء كوباني، وتوجه الآلاف إلى المعبر الحدودي الفاصل بين برسوس وكوباني في 18 أيلول، وفي اليوم التالي توجه الآلاف من أهالي آمد إلى الحدود الفاصلة مع كوباني، ليبدأ بعد ذلك تدفق الآلاف من أبناء مدن باكور إلى الحدود، ونفذوا اعتصامات ونصبوا الخيم وظلوا يناوبون على الحدود لإيقاف الدعم التركي لمرتزقة داعش وشكلوا سلاسل بشرية امتدت كيلومترات على الحدود مع كوباني، حيث ما يزال الاعتصام مستمراً حتى الآن رغم مضايقات الجيش والشرطة التركية لهم وإفراغها لعدد من القرى الكردية على الحدود ومنع تجمع المواطنين فيها.
ولم يقتصر دعم أبناء باكور على الاعتصامات فقط بل خرج عشرات الآلاف في الأيام التالية إلى الشوارع في مدن باكور وتركيا وأشعلوا انتفاضة كبرى في عموم باكور فجعلوا من كل مكان كوباني أخرى، كما زارت العديد من وفود باكور مقاطعة كوباني واطلعت على الوضع في المقاطعة وأكدت دعمها لها بشتى الوسائل.
وفي يوم 21 أيلول أعلن كل من صباحت تونجل، سلمى إرماق، كمال أكتاش أعضاء البرلمان التركي عن حزب الشعوب الديمقراطي، وفلكناز اوجه عضو الهيئة التنفيذية في مؤتمر المجتمع الديمقراطي، إضرابهم عن الطعام أمام مبنى الأمم المتحدة في جنيف احتجاجاً على تقاعس الأمم المتحدة في أداء واجباتها تجاه ما يتعرض له أبناء الشعب الكردي في كوباني على يد مرتزقة داعش.
وأعلن المعتقلون السياسيون في قضية حزب العمال الكردستاني وحزب حرية المرأة الكردستانية يومي 26 – 27 أيلول إضراباً عن الطعام في جميع المعتقلات في باكور “شمال كردستان” وتركيا تنديداً بهجمات المجموعات المرتزقة على كوباني ولاستنكار صمت الرأي العام العالمي حيالها.
أوجلان يدعو لتنظيم الحياة على أساس الحرب

ووجه قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان في يوم 22 أيلول وللمرة الثانية نداء النفير العام لجميع أبناء شعب كردستان وطالبهم بالاستعداد للحرب وتنظيم حياتهم على هذا الأساس وتصعيد المقاومة، وفي الأول من تشرين الأول/اكتوبر طالب الشعب الكردي بتصعيد المقاومة في مواجهة داعش مرتزقة داعش، واعتبر أن كوباني هي كل شيء بالنسبة لهم وأكد أن الشعب الكردي هو بمثابة مظلة يمكن للعرب، التركمان، والأرمن أيضاً أن يعيشوا في ظلها.
الملايين يتدفقون إلى الشوارع في باكور وأوربا
بعد توجيه منظومة المجتمع الكردستاني في 7 تشرين الأول/اكتوبر 2014 الدعوة لأبناء باكور بالتدفق وبالملايين إلى الشوارع، شهدت مدن باكور، تركيا والدول الأوربية انتفاضة عارمة، حيث تم تحويل جميع المدن إلى كوباني.
وفي اليوم التالي حيت الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في منظومة المجتمع الكردستاني مقاومة أهالي باكور وأبناء الشعب الكردي في أوروبا في مواجهة محاولات الإبادة في كوباني، وطالبت أبناء الشعب الكردي بالمضي بإصرار وتصميم في نضالهم المشروع حتى تحقيق النصر، وطالبت المتدفقين إلى الشوارع بعدم التخلي عن ساحات النضال، والتأكيد عليهم بأن أية خطوة للتراجع سوف تكون نتائجها وخيمة في الأيام والأشهر القادمة.
انتفاضة في روجهلات أيضاً
على الرغم من الضغوطات التي يعيشها الشعب الكردي في روجهلات “شرق كردستان” من قبل النظام الإيراني الذي يمنع أي نشاط للكرد هناك، شهدت العديد من المدن الكردية في روجهلات تظاهرات ومسيرات عارمة شارك فيها الآلاف معبرين عن دعمهم ومساندتهم لأبناء مقاطعة كوباني والمقاومة التي تبدى هناك.
ضغوط على قيادات إقليم باشور
خروج الآلاف في مدن باشور “جنوب كردستان” إلى الشوارع وتنظيم العديد من الاعتصامات والتظاهرات في مدن باشور وأمام برلمان إقليم باشور، ومطالبتهم قيادات الإقليم بتحديد مواقفهم مما تتعرض له كوباني، الاعتراف بمقاطعات روج آفا، تقديم الدعم العسكري لروج آفا وفتح معبر سيمالكا.
وكذلك تأكيد الاتحاد الوطني الكردستاني، حركة كوران، حزب الكادحين، الحزب الشيوعي الكردستاني، حزب الحل الديمقراطي الكردستاني، منظمة المرأة الكردستانية الحرة وجمعية الشباب الوطني الكردستاني، والعديد من الأحزاب الأخرى في باشور دعمهم ومساندتهم لمقاومة كوباني ومطالبتهم برلمان باشور الاعتراف بمقاطعات روج آفا، وضع قيادات إقليم باشور تحت ضغوط.
وفي 15 تشرين الأول اعترف برلمان باشور بالإدارة الذاتية الديمقراطية المعلنة في روج آفا وطالب البرلمان حكومة الإقليم بالتعامل مع المقاطعات الثلاث الجزيرة، كوباني وعفرين رسمياً.
اتفاق بين الأحزاب الكردية في روج آفا
مجريات الأحداث في روج آفا والمقاومة التاريخية في كوباني أجبرت بعض الأحزاب الكردية التي كانت تعمل لمصالحها الشخصية بعيداً عن مصلحة شعب روج آفا بالجلوس أخيراً على طاولة واحدة مع الأحزاب العاملة على أرض الواقع، بعدما رأت هذه الأخيرة والمنضوية تحت سقف حركة المجتمع الديمقراطي أن من واجبها احتضان تلك الأحزاب التي فقدت مصداقيتها في الشارع.
وعقد في الفترة ما بين 14 – 22 تشرين الأول من العام الماضي اجتماعات بين وفد من حركة المجتمع الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي في مدينة دهوك بباشور، تقرر فيه تشكيل مرجعية كردية مهمتها رسم الاستراتيجيات العامة للكرد وتجسيد الموقف الكردي الموحد في كافة المجالات المتعلقة بالشعب الكردي في روج آفا وسوريا، على أن تتشكل هذه المرجعية من حركة المجتمع الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي والأحزاب الأخرى خارج إطار الطرفين.
كما تقرر مشاركة جميع الأطراف الكردية في الإدارة الذاتية الديمقراطية في روج آفا، وتم تأكيد أن واجب الحماية والدفاع عن روج آفا مهمة تقع على عاتق أبنائها، وقدر الاجتماع عالياً الامكانيات الدفاعية والتضحيات الكبيرة التي قدمتها وحدات حماية الشعب.
واتفاق أطراف روج آفا في دهوك يؤسس الأرضية لوحدة الصف والعمل المشترك، وكذلك يمهد السبيل من أجل الوحدة الوطنية الكردية وعقد المؤتمر الوطني الكردي، إلا أنه وبعد عودة وفود روج آفا من باشور بدأت خلافات المجلس الوطني الكردي تطفو على السطح وحاولت عدة أطراف عرقلة نجاح اتفاقية دهوك، ورفع المجلس الوطني الكردي صفة العضوية عن 3 من أحزابه وهم أعضاء في المرجعية السياسية ما أدى إلى عرقلة عمل المرجعية السياسية الكردية، إلا أن انتصار المقاومة في كوباني وتحريرها بشكل كامل من المرتزقة دفعت الأطراف الكردية لإعادة النظر في مواقفها والعودة إلى المرجعية السياسية والتي من المقرر أن تعقد اجتماعاتها في الأيام المقبلة.
لم يبق سوى عقد المؤتمر الوطني الكردي
في ظل التطورات الكبيرة التي حققتها مقاومة كوباني على صعيد توحيد الصف الكردي في عموم أجزاء كردستان، وتتويج المقاومة بتحرير كوباني بشكل كامل من مرتزقة داعش في 26 كانون الثاني/يناير الجاري، لم يبق أمام الكرد سوى عقد المؤتمر الوطني الكردي، فالهجمات التي تطال روج آفا وباشور، المجزرة التي حدثت في شنكال تؤكد ضرورة عقد المؤتمر الوطني الكردي بدون أي تأخير. وفي هذا الإطار يجب على جميع القوى الكردستانية في الأجزاء الأربعة الاستعجال في عقد هذا المؤتمر من أجل إفراغ السياسات الرامية لاحتلال كردستان مجدداً، وحتى يكون الكرد في الأجزاء الأربعة قادرين على حماية أنفسهم وضمان حقوقهم المشروعة.
كروب
ANHA

No comments